ساهمت عدة عوامل ÙÙŠ تأخر دراساتنا وأبØاثنا الأكاديمية والثقاÙية والÙكرية بصÙØ© عامة، وجعلتها دون مستوى الأبØاث والدراسات ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·Ø§Ø±ÙŠØ Ø§Ù„ØªÙŠ تنجز خارج Ùضائنا العربي. Ø£Ùرجع واØدا منها إلى Ø¥Øدى العادات التي تكرست لدينا، Øتى إنها صارت جزءا من ممارساتنا المترسبة ÙÙŠ لاشعورنا الجمعي، التي تتلخص ÙÙŠ الجواب عن: السؤال لمن نكتب أطاريØنا وأبØاثنا؟
لمن نكتب أبØاثنا بالعربية؟
إن طريقة التعليم التي تسود واقعنا، من الثانوي إلى العالي، تتخلص ÙÙŠ أننا نكتب لمتلق Ù…Øدد، وإليه نتوجه بخطابنا، الذي ندبجه مراعين مزاجه، وأØاسيسه ومواقÙÙ‡ وانÙعالاته. إنه الأستاذ الذي يدرسنا أي مادة من المواد التي نتلقاها، خصوصا ÙÙŠ المرØلة الثانوية، التي ستتكرس ÙÙŠ العالي ÙÙŠ رسائلنا وأطاريØنا الجامعية. ولما كان الأساتذة مختلÙين على المستوى المعرÙÙŠ والأخلاقي، تربينا على مخاطبة كل أستاذ بما يعجبه، ويرضيه، Ùنجامل كل واØد منهم بØسب تعرÙنا عليه من خلال طريقة تدريسه، والعلامات التي يوزعها على التلاميذ Øسب شخصيته. Ùنخاطب ذا التوجه الديني منهم بلغة تبرز Ùيها بعض النÙØات الدينية، واليساري بالمصطلØات التي تتصل بميولاته، والمزاجي بما يرضي ذائقته، وهكذا.
هذه العادة الدالة على نباهة التلاميذ ÙÙŠ التعر٠على طبيعة الأستاذ تدÙعهم إلى الانسياق وراء ما يتواÙÙ‚ مع مزاجه للØصول على نقاط أو علامات جيدة. أتذكر ÙÙŠ مرØلة الثانوية كي٠كان التلاميذ من خلال الاتصال مع الأساتذة يصبØون قادرين على التمييز بينهم. ولقد سألت مرة Ø£Øد زملائي لماذا لم تجب عن السؤال بهذه الكيÙية المختلÙØ© عن التي قدمها، Ùكان الجواب: إن الأستاذ لا يعجبه، وسيعطيني صÙرا، ولذلك Ùأنا أخاطبه بما يدغدغ عواطÙÙ‡. انتقلت هذه العادة إلى العالي، Ùصرنا نجدها ÙÙŠ أبØاث الماجستير والدكتوراه.
تبرز تلك العادة بصورة واضØØ© ÙÙŠ الرسائل ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·Ø§Ø±ÙŠØ Ø§Ù„ØªÙŠ تنجز ÙÙŠ الكليات العربية من خلال وضع صورة الأستاذ المشر٠ÙÙŠ مخيلة الباØØ« عبر عدة طرق منها: مراعاة الاستشهاد به، ولو كان ما يكتبه خارج الموضوع الذي اشتغل به الأستاذ، ويقوم الطالب بالشيء Ù†Ùسه ÙÙŠ مراعاة أعضاء اللجنة المØتملين، من جهة، والتقيد بما تÙرضه مواصÙات الكتابة كما هو متعار٠عليها، من جهة أخرى. ÙˆÙÙŠ الØالتين معا تكثر عبارات التقريض لهؤلاء المتلقين المÙترضين، مع استبعاد الاستشهاد بمن يعتبرون خارج الدائرة المرسومة لدى الأستاذ المشر٠وبمن يمكن أن ÙŠØيط به، سواء على الصعيد القطري أو العربي.
كما تظهر تلك المخيلة أيضا على مستوى الصياغة ÙÙŠ تغييب ضمير المتكلم ÙÙŠ البØØ«ØŒ Øيث نجد ÙÙŠ الرسالة عبارات مثل: يرى البØØ«ØŒ وإن الباØØ«ØŒ وهذه الرسالة… سألت طالبا من دولة عربية لماذا لا يستعمل ضمير المتكلم، ويجعل الرسالة وكأنها هي التي تتØدث؟ Ùأجابني بأن التقليد عندهم هو هذه الصيغة، ومن استعمل ضمير المتكلم، يتهم بأنه لم يصل إلى مرتبة طه Øسين ليتكلم بهذا الضمير؟ ويمكننا قول الشيء Ù†Ùسه عن اختيار الموضوع والمنهج. Ùما هو مطروق مرÙوض، وعلى الطالب أن يبØØ« عن مادة مختلÙØ© عن التي سبقت دراستها. ألا يمكنني دراسة الرواية Ù†Ùسها بالمنهج Ù†Ùسه الذي سبقني إليه باØØ« آخر؟ ÙÙŠ المواصÙات المشتركة يرÙض هذا الاختيار، ويعوض بالبØØ« عن رواية غير مدروسة، ولو بمنهج معتمد. وليست النتيجة سوى تكرار الأشياء Ù†Ùسها. Ùإذا سبقني Ø£Øدهم إلى دراسة الØجاج ÙÙŠ رواية زيد، أقدم أنا على البØØ« ÙÙŠ الØجاج ÙÙŠ رواية عمرو. وهكذا.
تنبني الطريقة التي تعلمنا بها، ونعلمها للأجيال القادمة على الاقتداء بالآخر، والسير على المنوال الجاهز والسابق، وبهنا ينعدم الإبداع، كما أنها تØول دون التعبير عن الذات، بقتل الاجتهاد والتÙكير المختل٠عن السائد. ينتج عن هذا المتخيل الجماعي ÙÙŠ البØØ« التكرار والاجترار. ويبرز ذلك ÙÙŠ عبارتين متناقضتين تتواتران ÙÙŠ مخيلتنا وخطاباتنا: «بضاعتنا ردت إلينا» و»خال٠تعرÙ». Ùأولاهما تعني الخضوع للجاهز والسابق، والثانية لا تعني سوى عدم التÙكير ÙÙŠ الخروج عن المعتاد.
إن التعليم المبني على التلقين والذاكرة لا يمكن أن يقدم أي نتيجة، ÙˆØين لا تنبني علاقة الأستاذ بالطالب على التØÙيز على التÙكير والاجتهاد، وتقديم الجديد، والتÙاعل الإيجابي لن تتقدم أبØاثنا ودراساتنا، لذلك كنت أرÙض دائما هذا التصور، وكان شعاري أبدا مع طلبتي يتلخص ÙÙŠ ما يلي: إنك لا تكتب إليّ، لترضيني، ولا تستشهد بي لتØرز نصيبا من رضاي عنك. انس أنني المشرÙØŒ واكتب لاثنين من المتلقين، واجعلهما ÙÙŠ ذهنك وأنت تكتب: Ø£Øدهما يعر٠كل شيء عن الموضوع الذي تكتب Ùيه، Ùلا يمكنك أن تتطاول عليه، أو تØتال عليه بما صارت لك به معرÙØ© لم تكن لديك سابقا. والثاني قارئ لا يعر٠شيئا عن الموضوع، وعليك أن تقرÙّب إلى ذهنه الخالي من كل ما تعرÙه، أو قرأته وتكوَّن لديك من Ø£Ùكار وتصورات.
إن التÙكير ÙÙŠ متلق Ù…Øدد، وكيÙما كان نوعه، دليل على متخيل خاص لدى الباØØ« والمبدع معا. ومتى كان المتلقي مقصودا بعينه ابتعدت الكتابة عن المستقبل. قل لي: من تتصور Øين تكتب؟ أقل لك: ما ستكتب.